في خطوة مفاجئة وليست الأولى أعلن زعيم التيار الصدري العراقي، السيّد مقتدى الصدر، عن “الاعتزال النهائي وغلق كافة المؤسسات إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر”.
هذه الخطوة ستخلط الأوراق والحسابات في العراق ولا شك أن متغيرات كثيرة تطرق الأبواب بالمنطقة.
ولاحقاً، حاول مناصرو التيار الصدري الهجوم على القصور داخل المنطقة الخضراء.
يأتي إعلان الصدر بعد ساعات من بيان المرجع الديني للتيار الصدري كاظم الحائري الذي أعلن اعتزاله واستقالته وأوصى أتباعه بالرجوع لـلسيد علي خامنئي كمرجعية دينية بدلاً منه.
وعلى حسابه في “تويتر”، قال مقتدى الصدر في تغريدة: “يظن الكثيرون بما فيهم السيد الحائري أن هذه القيادة جاءت بفضلهم أو بأمرهم، كلّا، إن ذلك بفضل ربي أولاً ومن فيوضات السيد الوالد قدس سره الذي لم يتخلَّ عن العراق وشعبه”.
وتابع الصدر: “على الرغم من استقالته، فإن النجف الأشرف هي المقر الأكبر للمرجعية كما هو الحال دوماً.. وإنني لم أدع يوماً العصمة أو الإجتهاد ولا حتى (القيادة) إنما أنا آمر بالمعروف وناه عن المنكر ولله عاقبة الأمور”.
وأردف: “ما أردت إلا أن أقوم الاعوجاج الذي كان السبب الأكبر فيه هو القوى السياسية الشيعية باعتبارها الأغلبية، وما أردت إلا أن أقربهم الى شعبهم وأن يشعروا بمعاناته عسى أن يكون باباً لرضا الله عنهم.. وأنى لهم هذا”.
وأكمل: “على الرغم من تصوري أن اعتزال المرجع لم يكن من محض إرادته.. وما صدر من بيان عنه كان كذلك أيضاً.. إلا إنني كنت قد قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية، فإنني الآن أعلن الإعتزال النهائي وغلق كافة المؤسسات، إلا المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر الكرام.. والكل في حل مني.. وإن مت أو قتلت فأسالكم الفاتحة والدعاء”.
يذكر أن مكتب زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، كان قد أعلن، حزيران الماضي، أنّ “نواب الكتلة الصدرية في البرلمان العراقي، وقعوا استقالاتهم جميعا ووضعوها تحت أمر مقتدى الصدر.
وفي وقت سابق، وجّه زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، نواب كتلته إلى “الاستقالة من مجلس النواب”، مشددًا على أن “إصلاح البلد لن يكون إلا بحكومة أغلبية وطنية”. ولفت إلى أنّه “ليكتب أحبتي نواب الكتلة الصدرية استقالاتهم، وتقديمها إلى رئاسة مجلس النواب بعد الإيعاز لهم بتقديمها في قابل الأيام”، موضحًا أنّه “إن كان بقاء الكتلة الصدرية عائقاً أمام تشكيل الحكومة، فكل نواب الكتلة مستعدون للاستقالة”.
وأتى قرار الصدر، على خلفية استمرار عرقلة تشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة، التي سبق لزعيم “التيار الصدري” بأن وصفها بـ”المفتعلة”.
وكان الصدر أمس وفي موقف تصعيدي جديد، أعلن استعداده توقيع اتفاقية خلال 72 ساعة تتضمن عدم خوض جميع القوى السياسية، التي شاركت في العملية السياسية بعد الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، الانتخابات المقبلة، بما فيها تياره.
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) August 29, 2022